الثلاثاء، 31 يناير 2012

حديث الأربعاء


نقطة إرتكاز


هل نتذكر معا هذه اللحظة المجيدة حينما تولى الجيش المسئولية يوم 28 يناير 2011 واعترف بالثورة وحقوق الثوار...هذه لحظات
نادرة مرت علينا بهدوء رغم صخب الاحداث ..ولاجل هذه اللحظات علينا أن نتذكر أن الجيش المصري ...جيشا عظيما ولو إقترف
بعض الأخطاء وبصراحة وللحق كل الشواهد تشير لشيء بسيط يسامحني فيه المجلس العسكري ....لقد إعترف هو بذاته اي المجلس منذ البداية ان ليس لهم خبرة وانمو سيحاولون الاستعانة بأهل الخبرة وللاسف كان هذا هو السبب في كل نراه من أحداث مؤسفة اليوم لقد تم الاستيلاء على المجلس كما تم الاستيلاء على الثورة تحت مسميات وشعارت ... تعود لمصلحة ففريق واحد لا غيره وإستئثار الحكم والسلطة لنفسه
 نحن مازلنا واقعون في صلب هذه الفخ المرير والحقائق كثيرة غدا ستظهر إن خرجنا من عنق الزجاجة بسلام.
اما إن استسلامنا للفخ فلا سبيل لنا لأن نكون أحرارا يوما ...
وبالله عليكم يا من تتشتقون باسم الدين إبعدوا أنفسكم عن الدين ...أنتم لا تمثلون سوى انفسكم الدين لا يعرف مؤامرات وخطط ومصالح ومنافع
ولغة عنصرية ركيكة ..الدين لا يعرف كراهية ولا يعرف تشدد ولا يدعوا لتخويف الناس و إفساد حياتهم  بالكبت والاحباط
والذين دعوا لهذا وحكموا بلادهم لديهم من المصائب ما يقشعر منها البدن ولا نتخيل ان تلك التصرفات تخرج من انسان مسلم مؤمن
ولا حتى الكافر يمكن ان يقدم على هذه الافعال ...وهذا بسبب الكبت والحرمان والمنع بالجهل لأشياء بسيطة لكنها عنصر أساسي من عناصر
الحياة وليس بها ما يخالف شريعة ولا دين ...
و حتى إن اختلفنا لقد جعل الله لنا هذا منهجا ففي الاختلاف اكتمال وتعاون ...
وعودة لموضوعنا...
فلنتذكر مرة أخرى أن الجيش المصري سيظل  منارة مصر العالية و إن انتقد أحد المجلس العسكري فهذا لا يعني ابدا التقليل
 من هيبة و شأن الجيش المصري العظيم ...
ويل سادة المجلس الكرام نعلم ان منكم شديد الاخلاص ومنكم المحب ومنكم المهتم لكن عليكم ان تعترفوا امام الجميع
أن الخبرة لا تاتي الا بالتعلم وللاسف نحن في وقت لا يسمح بهذا ..لهذا اسمحوا بتسليم السلطة مع حفظ مكانكم  ومكانتكم ...اتمنى  أن يحدث هذا وفي النهاية نقول كلمة شكرا و نحتفل بالجيش المصري وبالمجلس العسكري ..

السبت، 28 يناير 2012

الشعب يريد


 

الشعب يريد ….جملة إستثنائية إقتحمت عالمنا العربي وفتح حروفها مواطن مصري بسيط مازلت أحلم بالتعرف عليه وهو مبدعها ومؤلفها …لكنه حينما أطلقها أثناء ثورة 25 يناير لم يدرك أنها ستصير جزءا موثقا من شعارات الثورات العربية و أنها لن تصبح فقط شعار بل حق واجبا لتحقيق إرادة الشعوب .
عزيزى القارىء وعزيزتي القارئة أرجوا أن لا تتعجبوا من رسالتي التى قوامها شعار و مطلب سهرت أفكر فيه كثيرا ،.لكني إنتهيت لأن رعاية شعب مصر لا يجب أن تخضع لقيادة العواطف بل لحسابات للعقل الدقيقة…
وبالتأكيد لن يفوتني قبل أن أبدأ إسمحوا لي بالترحم على أخواني و أبنائي من شهدائنا وأنا واحدة من المصريين الذين كتبوا عن الثورة قبل عام من بدايتها وقلت وقتها أن الأوضاع السيئة فى مصر التى تجري الآن ليست إحتقانا كما يروج البعض بل إلتهاب حاد و حالة تأهب للثورة العارمة وسميتها وقتها ثورة الكرامة لإعادة الهيبة المصرية التى فقدناها منذ سنين وأصبحنا أقل شعوب العالم …وتحققت الثورة بالفعل.
و كذلك لن أنسى أيضا أني عشت أصدق كل ما كان يقوله الرئيس السابق محمد حسني مبارك ومن قبله حتى صدقت خطابه الأخير بالنسبة لي حينما قال سوف أرحل بعد 6 شهور مع موعد الإنتخابات و تعاطفت معه لدرجة البكاء حينما سمعته يقول أتمنى أن أدفن فى مصر وعلى أرضها ..ولكن كل شيء تغير في اليوم التالي يوم موقعة الجمل حينما رأيت أخواني و أخواتي يذبحون و تدق أعناقهم الطاهرة تحت صهول خيل مبارك وأبنائه ورجاله … وقتها لعنت قلبي الرؤف ولعنت كل لحظة
أحببت فيها سيد الرئيس أو تعاطفت معه يوما مع علمي أنه لم يكن الحاكم الواقعي للبلاد وأنه ترك قيادة مصر منذ عشرة سنوات لعصابة علي بابا والأربعين حرامي و أن الشائعات الدولية لم تكن شائعات بل حقائق موثقة …وهنا سأنتقل لمحور الموضوع هل سنترك مصر مرة ثانية أن يقودها رجلا واحد وهل سنسمح بصناعة إله من تراب نعكف على تنفيذ أوامره والسخرة تحت أقدامه وأقدام عائلته ؟
هذا السؤال أوجهه للشعب الحر و للنخب المثقفة و السياسية لمتي ستظل مصر دولة رئاسية وليست دولة برلمانية للرئيس فيها دور شرفي فقط ؟
أجل أنا لدي مخاوف كثيرة من أعضاء البرلمان الحالي ومن ستكون لهم الأغلبية لأنه و بصراحة أعضاء مجلس شعب القادمون كما غيرهم من السابقون لا يوجد بهم كدر سياسي مجهز لقيادة البلاد ، ومع تصدر قائمة الأخوان المسلمين و كذلك الجماعات الإسلامية والتيار المتشدد تزداد مخاوفي رغم تقديري لمجهود الأخوان المنظم والذي يمكن أن ينتج عنه شيئا عظيما لكن مازال قاصرا وعاجزا لخلطه الدين بالسياسة وجوانب أخرى مازالت محل خلاف …هذا و فى المقابل أيضا لم أجد في الأحزاب السياسية الأخرى و لا التيارات الليبرالية واليسارية من له القدرة على القيادة والسبب فى هذا إنهم يعيشون فى أبراج السماء ولا يريدون النزول للشارع ، للأحياء الفقيرة والقرى …مصر ليست دولة القاهرة يا سادة وليست الاسكندرية، إنما قلب مصر يوجد فى المحافظات والاقاليم….وهذه المناطق محرومة من أي زيارة أو أي إهتمام سياسي أو غيره بهم. وهنا موطن الخطر فى مجلس شعب ليس به من هو مؤهل لقيادة دولة فى مرحلة حرجة …ومع كل هذا مازلت أرجح الدولة البرلمانية التى تخرج
حكومتها من قلب مجلس الشعب ويقود مصر رئيسا للوزراء بدلا من رئيس مفوض فى كل شيء…
والسبب أني لا أخشى على مصر من تعثرها فى الخطوات الأولى، لأن الديمقراطية لا تأتي بقفزة واحدة ولكن من خلال التجريب والتعلم كي نصل للمستوى المطلوب …قد نخسر اليوم لكن غدا سنكسب لأننا سنتعلم من أخطاء الماضي وسنحرص على تثقيف الناس ونحضهم على الدفاع على حقوقهم و الأهم أنه سيتم صناعة كوادر سياسية مؤهلة من بين الشباب وهذا بالفعل ما أطمح إليه .
وكي يتأتي هذا لن يكون إلا من خلال دستور توافقي يتفق عليه الشعب كله ، دستور لا تتحكم فيه جماعة ، دستور يؤكد على مدنية الدولة و أن مبادئه يستمدها من الشريعة الإسلامية التى يوافق عليها الأزهر وليس شريعة يضعها المتشددين من أتوا بأفكار عن الإسلام لا ترقى حتى لتصبح مذهبا ويريدون فرضها على الناس بالقوة والعنف ….نحن نريد مصر وطن الإسلام المعتدل الذي يحتضن الجميع ولعلي أضيف أنه قبل مائة عام وقبل ظهور التيار الجديد المتشدد كان الناس فوق البسيطة يأخذون تعاليم دينهم الحنيف من الأزهر فقط ولا غيره فلماذا اليوم نختلف عليه وعنده ثقات العلماء الأجلاء ومصادر العلم الموثوق منها… نهاية القول لعل على الجميع أن يدرك أن مصر منذ نزول الإسلام إلى أرضها وهي دولة مدنية فلنحترم هذه القاعدة الثابته كما أنها إكتفت من عبادة الرئيس الواحد ..لا نريد زعيما ولا نريد أصحاب الحناجر العالية بل نريد من يمثل الشعب ويعيش هو عبدا لشعبه ويحقق مطالب الأمة التى وضعها له البرلمان ومن حق الشعب أن يسأله ويحاسبه وينحيه إن قضي الأمر على هذا …
نحن نريد دستورا قويا لمصر يمنحها لقب الدولة المدنية الديمقراطية التي تستمد شريعتها من الإسلام و تحترم الديانات و المعتقدات والأفكار والمذاهب و جميع الحريات …نحن نريد مصر صاحبة وجه سياسي خاص بها لا أن تقلد أحدا ولا أن تسير في ركب أحدا …نحن نريد مصر دولة عظيمة لا إمارة تابعة لأحد …
وهذا ما نحلم به كمصريون وهذه مطالبنا فهل نحقق بالعمل والإرادة ما نريده أم سيظل السؤال عالقا للثورة القادمة.؟
بقلم الروائية والكاتبة
عبير المعداوي

حديث الأربعاء

تحياتي ...إليك يا صاحب الضمير

كما تعودنا كل أربعاء من كل أسبوع أن لنا بداية بكلمة أو همسة صغيرة أرسلها للضمير الانساني ..
ورسالتي اليوم عن حقوق المرأة وقبل أن تمتعضوا وتتركوا الراسلة وتمضوا لحالكم انظروا لهذا الحالة الانسانية وضعوا أنفسكم مكانها أو تخيلوا أنها أختكم أو أمكم أو ابنتكم ..هذه حالة حقيقية وليست قصة خيالية أرسلتها لي سيدة  فى الاربعين من عمرها عكفت على طاعة زوجها ليل نهار هاجرت معه وتغربت وتركت خلفها دنيا عريضة واسعة تحت شعارات تكوين الذات والحصول على ثروة نعيش عليها ونرتاح من عذاب العمل والي اخره ..كانت السيدة كريمة الاصل لم تنهك زوجها يوما بطلبات مثيرة كما باقي النسوة حول العالم ،عاشت معه على الحلو والمر ...وبالتاكيد لرغبتهم أن يقللوا عدد سنين الغربة كانت تمسك على يدها وتحرم نفسها من كل ما تقع عليه عينها ومضت السنة تلو الاخرى والزوج رفض العودة وفي خلال السنين  أنجبت السيدة البنات والبنون وأصبح الزوج ذو ثروة طائلة لم تحصل منها  التعسة على جنيه واحد وفجأة إكتشتف أن زوجها الذي عاشت معه عمرها يخونها مع أخريات بل ذهب وتزوج عليها وطردها من منزله وأخذ الأولاد لأن حضانته معه ولكي لا تقيم في شقته..نسى الرجل تضحيات العمر والصبر والعذاب والذل التي عاشته معه ..نسى تحملها طباعه الصعبة وضربه لها وإهماله لها ليل نهار وتذكر فقط أنه مثلها فى الأربعين من عمره وأصبح ثريا فلماذا لا يتزوج بأخرى صغيرة وشابة يستغلها أيضا ..عادت السيدة التعيسة لوطنها مصر كي تكتشف أنه فى سنها  وحالتها الصحية المنهكة بات مطلوبا منها ان تعمل كي تجد ما تأكله وتبحث عن شقة تعيش فيها وعن أهل وأصدقاء لم يعد منهم أحد ...ضاعت بها الدنيا وإنكبت فوق حزنها تبكي وأرسلت لي برسالة  تقول :
" في كل بلاد العالم ومنهمبلاد إسلامية مثل  المغرب تتقاسم الزوجة ثروة الزوج عند
 الطلاق لماذا في مصر فقط هي التي ترفض هذا رغم علم الجميع أن هذه الزوجة تبني البيت والثروة مع زوجها وتعيش معه في السراء والضراء وهل من الانصاف والعدل والحق يا بلد الإسلام أن تضيع حقوق الناس  هكذا لأجل قانون  ذكوري لا يحترم نساء مصر؟ انتهي سؤال السيدة  ....
وانتهت رسالتي اليكم يا أهل الانصاف لليوم وأقول لماذا  نرفض مقاسمة الزوجة لثروة زوجها حين الطلاق اليس كلاهما  شركاء العمر لماذا يبخل عليها القانون بهذا من المفروض ان القانون يوضع لحماية الناس ولو كان غبيا ومغفلا ..لأن المفترض انه اصبح ضحية لمجرم  ويفترض من القانون حماية الضعيف فأين هذا القانون الذي تحمون به نساء مصر  أم عليها أن تتجرع العذاب ما تبقى من عمرها  لكونها إمراة مصرية شاءت الاقدار أن تعيش في مجتمع  ذكروي ظالم ، وكي تعيش ذليلة بعد خداع العمر ...ألا يوجد انسانا حرا ينصفها ؟!
بقلم عبير المعداوي